2025-07-29 16:40:09
“العنف يتولد من الهزيمة، والشعور بالعجز يعبر عن نفسه بالكراهية” – هذه الحقيقة تتجلى بوضوح في عالم كرة القدم، حيث تتحول المدرجات إلى ساحات معارك والمشجعون إلى جنود في حروب قبلية حديثة.
العلاقة العكسية بين النجاح الرياضي والعنف
تشير الدراسات إلى وجود علاقة عكسية بين نجاح الأندية ومستوى العنف بين مشجعيها. ففي إنجلترا، نادرًا ما نرى أعمال عنف من مشجعي الأندية الكبيرة مثل ليفربول ومانشستر يونايتد وأرسنال. بينما يأتي العنف الأكثر شراسة من مشجعي الأندية الأقل نجاحًا مثل بيرنلي وليدز يونايتد.
بيرنلي و”الفرقة الانتحارية”
يقدم نادي بيرنلي نموذجًا صارخًا لهذه الظاهرة. مع تراجع النادي من دوري الدرجة الأولى إلى الرابعة في الثمانينيات، ظهرت جماعة “Suicide Squad” (الفرقة الانتحارية) التي اشتهرت بمهاجمة مشجعي الفرق الأخرى حتى في عقر دارهم. عام 2003، أدين أحد أعضائها البالغ 19 عامًا بقتل صبي في السابعة عشرة لمجرد انتمائه لنادي منافس.
ليدز يونايتد: العنف الذي تجاوز الحدود
تُعد “Leeds United Service Crew” من أخطر جماعات الهوليغانز في أوروبا. تورطت في أحداث عنف أدت إلى منع النادي من المشاركة الأوروبية لأربعة مواسم بعد أحداث شغب في ملعب “ساحة الأمراء” بباريس. كما تسببت في وفاة مشجع في الرابعة عشرة خلال مواجهة مع نوتنغهام فورست عام 1985.
الدروس المستفادة
تكشف هذه الحالات عن نمط مقلق:- العنف يزداد في الأندية التي تعاني من تراجع رياضي- الهوية الجماعية للمشجعين تتحول إلى هوية عدوانية- غياب الإنجازات الرياضية يدفع المشجعين لتعويض النقص بالعنف
الحل لا يكمن في القمع الأمني فقط، بل في إعادة بناء ثقافة رياضية صحية تعيد للمشجعين كرامتهم دون الحاجة إلى العنف. فالمدرجات يجب أن تظامل مكانًا للفرح والمنافسة الشريفة، لا ساحات لحروب قبلية حديثة.
