2025-07-31 10:03:40
في وقت تشتعل فيه المنافسة على لقبي الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، تبرز في مصر بطولات رمضانية شعبية تحاكي بطولات كرة القدم الكبرى، لكن بإمكانات بسيطة وروح تنافسية لا تقل حرارة. ففي قرى ومدن مصر، تتحول الملاعب الترابية إلى ساحات للمجد الكروي، حيث يتنافس اللاعبون الهواة على كؤوس مستوحاة من أشهر البطولات العالمية، لكن بقيمة رمزية وبهجة جماهيرية لا تضاهى.
كأس الدوري الإنجليزي في الشرقية
في مركز شباب الحسينية بمحافظة الشرقية، على بعد 100 كيلومتر من مسقط رأس نجم ليفربول محمد صلاح، احتضن ملعب ترابي نهائي بطولة رمضانية جمعت بين فريقين يرتديان قمصان ليفربول وأرسنال. وانتهت المباراة بفوز “ليفربول” 5-1، ليحصل الفائزون على كأس مستوحاة من كأس الدوري الإنجليزي، بينما نال الوصيف كأسًا تشبه كأس دوري أبطال أفريقيا.
وقال إبراهيم عبد السلام، عضو مجلس إدارة الجمعية المنظمة للبطولة، إن الكأسين اشتُريا من متجر أدوات رياضية مقابل ألفي جنيه (65 دولارًا)، مضيفًا: “ننظم البطولة منذ 2010، لكننا توقفنا لعامين بسبب الجائحة”. ورغم الإمكانات البسيطة، اجتذبت البطولة جماهير غفيرة، حيث امتلأت المدرجات الترابية، بينما تابع الآلاف المباريات من شرفات منازلهم المجاورة للملعب.
كأس دوري الأبطال في البحيرة
وفي قرية أبو حمص بمحافظة البحيرة، ظهرت كأس دوري أبطال أوروبا بجانب جوائز أخرى مثل الكرة الذهبية والقفاز الذهبي، في مشهد فريد جمع بين البساطة والإبداع. وقام المصور محمد خالد بالتعاون مع منظمو البطولة بتصوير اللاعبين والجماهير مع الكؤوس المقلدة وسط الحقول الزراعية، في لقطة تلقفتها وسائل التواصل الاجتماعي بحماس.
وعلق نشطاء على الصور بسخرية وفرح، حيث كتب أحدهم: “أبو حمص حصلت على دوري الأبطال وأنتم لا!”، بينما قال آخر: “أخبروا أنشيلوتي وغوارديولا ألا يتعبوا أنفسهم، فدوري الأبطال حُسم في مصر!”.
تحديات وحلم التطوير
ورغم النجاح الكبير، تواجه هذه البطولات تحديات، مثل نية إدارة مركز شباب الحسينية هدم الملعب الترابي لبناء حوض سباحة، وهو ما قوبل برفض الأهالي الذين رفعوا شعارات “لا لهدم الملعب الترابي”. كما أن غياب التقنيات الحديثة مثل حكم الفيديو المساعد (VAR) – الذي جُرب عام 2022 ثم ألغي بسبب تعطيل المباريات – يظهر الفجوة بين الحماس الشعبي والإمكانات المحدودة.
لكن الحلم مستمر، حيث يأمل المنظمون في تطوير البطولات مستقبلًا باستخدام كاميرات الدرون للتصوير الجوي، أو حتى جذب انتباه نجوم مثل محمد صلاح لدعم هذه المبادرات.
ختامًا، تثبت البطولات الرمضانية في مصر أن كرة القدم ليست حكرًا على الأندية الكبرى، بل هي لعبة الشعب الذي يصنع مجده بأقل الإمكانات وأكبر قدر من الحب.
